جولات فردية إلى فرنسا

تتميز نورماندي بعمارة خلابة، ومحيط مهيب، وجنة تذوق طعام شهية. بعد مغادرة باريس صباحًا، سنتوجه إلى روان، مدينة المئة برج جرس، المشهورة بكاتدرائياتها القوطية. سنزور كاتدرائية روان، التي بُنيت بين القرنين الثالث عشر والسادس عشر وخُلدت في لوحات مونيه، والساحة التي أُعدمت فيها جان دارك، والكنيسة الحديثة الأصلية المُخصصة لها. سنزور أيضًا قصر العدل الذي يعود للقرن السادس عشر، ونُعجب بالساعة العتيقة الرائعة في شارع الساعة الكبرى للمشاة.

وجهتنا التالية هي أونفلور (على بُعد حوالي 90 كم من روان). هنا، سنُسجّل وصولنا في فندقنا ونتجول في أرجاء المدينة. كما سنتوقف عند ميناء أونفلور ذي الأجواء الساحرة، جوهرة أونفلور الحقيقية، بسحره الفرنسي الأصيل. كانت أونفلور في الماضي إحدى أهم مدن الموانئ في نورماندي، ولعبت دورًا رئيسيًا في دفاع المنطقة. في القرن التاسع عشر، كانت مصدر إلهام للفنانين، وهي اليوم مدينة سياحية هادئة. سنختتم يومنا في أونفلور بتذوق الجبن المحلي، وكالفادوس العطري، أو عصير التفاح.

لمواصلة استكشاف نورماندي، سنتوجه إلى خليج مون سان ميشيل (حوالي 150 كم). هنا، في موقع خلاب، تقع بلدة من العصور الوسطى بشوارعها الضيقة وديرها البندكتيني المهيب الذي بُني بين القرنين الثامن والثالث عشر. خلال الجولة، سيخبركم مرشدكم عن تاريخ وأساطير مون سان ميشيل، التي استحقت بجدارة لقب "العجيبة الثامنة في العالم" وتُعد من أكثر المواقع زيارةً في فرنسا. بينما نصعد إلى قمة الجزيرة، ستستمتعون بإطلالات بانورامية على المحيط الأطلسي.

سنغادر نورماندي بعد ذلك متجهين إلى منطقة بريتاني المجاورة. ستكون محطتنا الأولى في بريتاني مدينة كانكال الساحلية، التي تُطل أيضًا على خليج سان ميشيل. تشتهر كانكال بأسواق المحار المزدحمة: سنتجول فيها، ونشتري أجود أنواع المحار من الصيادين المحليين، ونتذوقها هناك في أكشاك السوق. ثم سنتوجه إلى سان مالو (حوالي 18 كم)، حيث نسجل وصولنا إلى الفندق.

نبدأ يومنا بجولة في سان مالو. هذه المدينة العريقة، الواقعة على القناة الإنجليزية، ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالبحر. مدينة القراصنة هذه هي مسقط رأس جاك كارتييه، المستكشف الذي اكتشف كندا، والشاعر شاتوبريان، أحد أوائل الرومانسيين. تُحيط بالمدينة القديمة أسوارٌ حصينة، وأثناء تجولك في شوارعها الضيقة المرصوفة بالحصى، يُمكنك رؤية العديد من المباني التي تعود إلى القرن الثامن عشر. سنزور أيضًا القصر، الذي بُني في القرنين الرابع عشر والخامس عشر.

سنتوجه بعد ذلك إلى دينارد، أحد منتجعات بريتاني الراقية، ثم إلى دينان، مدينة العصور الوسطى الجميلة حيث يبدو الزمن وكأنه متوقف. في دينان، سنستكشف منازل خشبية وحجرية قديمة، منها منزل عمره أكثر من 500 عام، بالإضافة إلى تحصينات من القرن الثالث عشر، وسنتجول في المدينة القديمة. إنها مدينة هادئة ومريحة، بعيدة عن صخب المدينة. بعد ذلك، سنعود إلى سان مالو.

تشتهر فرنسا بمطبخها ونبيذها الفاخر. ندعوك لاستكشاف أبرز معالم ثقافة المطبخ والنبيذ الفرنسية. ستزور العديد من البلدات والقرى: شابلي، المتربعة بين كروم العنب وموطن النبيذ الأبيض الفاخر، وبون، حيث يمكنك، بالإضافة إلى تذوق نبيذ بورغندي، زيارة مزرعة الحلزون أو مزرعة الكمأة السوداء (حسب الموسم).

ستسافر على طول طريق النبيذ "غراند كرو"، وتزور قريتي ألوكس-كورتون وفوسن-روماني، موطن أثمن مزارع الكروم في العالم. ستتذوق خبز الخردل والأعشاب في ديجون، وتتذوق الشمبانيا الأصيلة في منطقة الشمبانيا، وتكتشف كنوز "سجق تروا" في المدينة التي تحمل الاسم نفسه. في إيبرنيه، ستقود سيارتك على طول الشارع الرئيسي الذي تصطف على جانبيه أكبر مصانع الشمبانيا، وتزور أقبية أكبر وأشهر منتج، مويت إيه شاندون. سيأخذنا طريق الشمبانيا إلى ريمس، العاصمة التاريخية لمنطقة الشمبانيا. هناك، سنزور كاتدرائية نوتردام المهيبة، موقع تتويج الملوك الفرنسيين، ونتذوق حلوى ريمس الوردية.

سنأخذكم إلى سانت إيميليون، إحدى أرقى مناطق إنتاج النبيذ الأحمر في فرنسا، بالقطار السريع من باريس إلى بوردو (ساعتين) أو بطائرة هليكوبتر. هنا، ستستمتعون بجولات وتذوق نبيذ في ضيعة غراند كرو المرموقة، وضيعة ساحرة تديرها عائلة حافظت على تقاليدها وأصالتها. كما ستتضمن زيارتكم دورة تدريبية متقدمة في تذوق النبيذ.

بالإضافة إلى زيارة مزارع الكروم، سنقوم بجولة في قرية سانت إيميليون، المدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، حيث ستستمتعون بمشروب فرنسي فاتح للشهية وسط مزارع الكروم، مُعدّ من أشهى المأكولات من السوق المحلي. لتناول الغداء، سندعوكم إلى مطعم تقليدي. في المساء، يمكنكم العودة إلى بوردو، عاصمة آكيتين، في نزهة بصحبة مرشدين في المركز التاريخي.

ميدوك أشبه بقبو نبيذ مفتوح! تُنتج هذه المنطقة المُزروعة بالعنب في بوردو أفخر أنواع النبيذ. شاتو مارغو، سان جوليان، بولياك، سان إستيف... جميع هذه الخمور، التي يعشقها الذواقة، مصدرها ميدوك. حتى لافتات الطرق المؤدية إلى البلدات هنا تُشبه ملصقات النبيذ! خلال زيارتك لمنطقة ميدوك، ستستمتع بجولة خاصة وتذوق نبيذ في قصرين مُنتجين للنبيذ، قصر فاخر من فئة غراند كرو كلاس، وعقار عائلي يزخر بالسحر والأصالة.

عند الحديث عن ميدوك، لا يسعنا إلا ذكر مناظرها الخلابة: قصور عتيقة ساحرة وكروم مترامية الأطراف تحت أشعة الشمس اللطيفة. طريق القلاع، ومدينة ليسبار-ميدوك الهادئة بكنيستها المدببة المهيبة وأورغنها الذي يعود تاريخه إلى عام ١٨٨١، والمنتجعات الهادئة وغابات الصنوبر في لاند دو ميدوك، وغيرها الكثير في انتظارك طوال رحلتك عبر هذه المنطقة المذهلة.

كوت دازور هي إحدى معالم فرنسا السياحية، فهي منطقة جنوبية مشمسة ذات أجواء فريدة. تقع هنا مدن عالمية شهيرة مثل نيس، وكان، وسان تروبيه، وأنتيب. لكل مدينة ومنتجع على الريفييرا الفرنسية طابعها الخاص ومعالمها السياحية الخاصة.

من بين معالم نيس المميزة ممشى بروميناد ديزونغليه، ومتحف شاغال، وتل القلعة الذي يُتيح أفضل إطلالات بانورامية على المدينة، والكاتدرائية الروسية، وسوق الزهور في كور ساليا. تشتهر مدينة كان، بالطبع، بمهرجانها السينمائي الأسطوري، وسجادها الأحمر الذي يزينه نجوم السينما المبتسمون، وحفلاتها التي لا تُنسى، واحتفالاتها التي لا تنتهي. أما أنتيب، فهي موطن أغنى أغنياء العالم: حيث تشمخ فيلات وقصور فاخرة في وسطها، بينما تعجّ ضواحيها بالعديد من الفعاليات الاجتماعية. تشتهر سان تروبيه بأفلامها الفرنسية القديمة التي لعبت بطولتها بريجيت باردو ولويس دي فونيس، ويزورها عشاق الفن لزيارة متحف بابلو بيكاسو.