أوزبكستان: واحة خوارزم ومتحف اللوفر في الصحراء

بعد الإفطار، سنستكشف مدينة إيتشان كالا الداخلية. هنا، تنتظركم آثار الماضي، التي شُيّدت على مر القرون، في كل زاوية. تُعد إيتشان كالا أول موقع يُدرج على قائمة التراث العالمي في آسيا الوسطى. بالتجول في شوارعها القديمة داخل أسوارها الشامخة، ستشاهدون المجمع المعماري المهيب لبخلافان محمود بكسوته الماجوليقية وزخارفه الأنيقة، وأعلى مئذنة في المدينة، ومسجد الجمعة الفريد بأعمدته الخشبية المنحوتة، ومجمع قصر تاش خولي، حيث عاش الخان وحريمه. كما سنزور قلعة كونيا آرك الضخمة، التي يُمكن وصفها حرفيًا بأنها "مدينة داخل مدينة".

ستشاهدون اليوم موقعين أثريين فريدين. أولًا، سنزور أطلال مستوطنة أياز-كالا. بُنيت هذه الحصون في القرنين الثالث والثاني قبل الميلاد، خلال العصر الزرادشتي. تحمي متاهة مدخل القلعة، وتثير بقايا أسوارها القديمة المهيبة ذكرياتٍ عن زوال الزمن وكيف أن الإبداعات البشرية تعمر قرونًا بعد خالقها. بعد ذلك، ستستكشفون قلعة توبراك-كالا، التي بُنيت في بداية العصر الميلادي. كشفت الحفريات أن القصر كان يحتوي على 150 قاعة وغرفة، زُين معظمها بروائع الرسم والنحت. كانت توبراك-كالا أول عاصمة لدولة خوارزم القديمة.
سنتناول الغداء بجانب بحيرة أخشاكول الخلابة، ثم نواصل رحلتنا إلى مدينة نوكوس.

في الصباح، سنتوجه إلى مويناك. هناك، سنُدرك تمامًا حجم الكارثة البيئية المتمثلة في انخفاض مستوى مياه بحر آرال بشكل كبير. خلال الحقبة السوفيتية، كانت مويناك مدينة صيد، وموطنًا لأحد أكبر مصانع تعليب الأسماك في الاتحاد السوفيتي. ومع ذلك، وبسبب انخفاض مستوى مياه البحر، الناجم عن أسباب طبيعية وأنشطة بشرية مدمرة، أصبح الميناء الصاخب حطامًا في الصحراء. كما توجد هنا مقبرة للسفن التي كانت راسية في الميناء. سنصعد إلى منصة مراقبة، حيث يُمكننا من خلالها رؤية قاع البحر، الذي أصبح الآن مغطى بشجيرات قاسية وجافة.
بعد الغداء في مقهى، سنتوجه إلى مقبرة ميزدخان. تحتوي أراضيها على مواقع دفن من عصور وأديان مختلفة، بالإضافة إلى حصنين قديمين. تُحيط بالمقبرة أساطير: يُعتقد أنها قبر آدم، أول رجل وفقًا للمسيحية، أو غايومارد، أول رجل وفقًا للمعتقدات الزرادشتية. العودة إلى نوكوس.

نوكوس هي عاصمة جمهورية كاراكالباكستان ذات السيادة، وهي جزء من أوزبكستان. تُحيط بها صحاري كيزيلكوم وكاراكوم وأرالكوم، وتُعدّ مركزًا حيويًا لشعب كاراكالباك، السكان الأصليين للجمهورية. لكن نوكوس لا تقتصر على الانغماس في الثقافة والعادات المحلية فحسب. هنا، في واحةٍ وسط رمالٍ لا متناهية، تكمن جوهرةٌ حقيقية تُعرف باسم "متحف اللوفر في الصحراء". يضم متحف سافيتسكي للفنون مجموعةً واسعةً من اللوحات الفنية الطليعية من أوائل القرن العشرين، بالإضافة إلى معروضاتٍ تتعلق بحياة وثقافة خوارزم القديمة - أكثر من 9000 قطعة.
بعد جولةٍ في المتحف، نعود إلى خيوة.